إذا أردت أن تعيش في ظلال كلام الله تعالى وتفقهه كما أراد وتجد لذة وانساً في فهمه وتجد منه ما غفل عنه الكثيرون فلن يكون لك ذلك إلا بما هو آت:
وهذا يعني أنه لا بد من دراسة سيرة هذا السيد الكريم والنبي العظيم الذي لم تلد النساء مثله والذي اختاره الله تعالى على علم وهو أعلم حيث يجعل رسالته والذي كان قرآناً يمشي على الأرض والذي هو وحده الذي وكله الله تعالى ببيان كلامه للناس وكلهم إنما يتلقى عنه..
عليك أن تقرأ كلام الله تعالى مستحضراً سيرة النبي صلى الله عليه وسلم (بالإضافة إلى الكلمة الطيبة: لاإله إلالله) لتفهم مراد الله تعالى فهماً صحيحاً بعيداً عن الغلو أو الجفاء..
5-ليكن خلق الله تعالى الحق مستحضراً أمامك أيضاً وأنت تقرآ القرآن ويتأكد هذا عندما تذكر الآيات أمراً محسوساً تراه أو تحسه مباشرة كالسموات والأرض والجبال والشجر والدواب وكل الطبائع (يجب أن تفرق بين الصناعات وبين الطبعيات فالتفكر يكون في الطبعيات).. وسترى عندئذ كيف ترى القرآن رأي العين وسترى تناسقاً عجيباً بين خلق الله تعالى وقدره وكلامه بما يعجز عنه وصف أي إنسان مهما أوتي من البلاغة.. وجرب تر بنفسك..
بعد أن تقوم بما سبق سترى شيئاً جديداً لم تره من قبل وستعلم عندئذ أنك تقرأ كلام الله تعالى قراءة صحيحة.. بل ستدمن على قراءة هذا الكتاب العظيم وستكون شغوفاً بذلك أكثر من شغف غيرك بقراءة غيره.. وعندها ستجد من الدقائق ما لم يخطر لك من قبل! والله الموفق..
6-اعمل مباشرة بما قرأت وفهمت من كلام الله تعالى.. فإذا عملت فلن تنسى ما قرأت وفهمت.. والأهم من ذلك أن العمل سيظهر لك ثمرات القرآن العظيم وسيظهر لك فوائد وتجارب جديدة..
__________________
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)